سورة الحشر - تفسير تفسير البيضاوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الحشر)


        


{يا أيها الذين ءامَنُواْ اتقوا الله وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} ليوم القيامة سماه به لدنوه أو لأن الدنيا كيوم والآخرة كغده، وتنكيره للتعظيم وأما تنكير النفس فلاستقلال الأنفس النواظر فيما قدمن للآخرة كأنه قال: فلتنظر نفس واحدة في ذلك. {واتقوا الله} تكرير للتأكيد، أو الأول في أداء الواجبات لأنه مقرون بالعمل والثاني في ترك المحارم لاقترانه بقوله: {إِنَّ الله خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} وهو كالوعيد على المعاصي.
{وَلاَ تَكُونُواْ كالذين نَسُواْ الله} نسوا حقه. {فأنساهم أَنفُسَهُمْ} فجعلهم ناسين لها حتى لم يسمعوا ما ينفعها ولم يفعلوا ما يخلصها، أو أراهم يوم القيامة من الهول ما أنساهم أنفسهم. {أُولَئِكَ هُمُ الفاسقون} الكاملون في الفسوق.
{لاَ يَسْتَوِى أصحاب النار وأصحاب الجنة} الذين استكملوا نفوسهم فاستأهلوا الجنة والذين استمهنوها فاستحقوا النار، واحتج به أصحابنا على أن المسلم لا يقتل بالكافر. {أصحاب الجنة هُمُ الفائزون} بالنعيم المقيم.
{لَوْ أَنزَلْنَا هذا القرءان على جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خاشعا مُّتَصَدّعاً مّنْ خَشْيَةِ الله} تمثيل وتخييل كما مر في قوله: {إِنَّا عَرَضْنَا الأمانة} ولذلك عقبه بقوله: {وَتِلْكَ الأمثال نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} فإن الإِشارة إليه وإلى أمثاله. والمراد توبيخ الإِنسان على عدم تخشعه عند تلاوة القرآن لقساوة قلبه وقلة تدبره، والتصدع التشقق. وقرئ: {مصدعاً} على الإِدغام.
{هُوَ الله الذى لاَ إله إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الغيب والشهادة} ما غاب عن الحس من الجواهر القدسية وأحوالها، وما حضر له من الأجرام وأعراضها، وتقديم {الغيب} لتقدمه في الوجود وتعلق العلم القديم به، أو المعدوم والموجود، أو السر والعلانية. وقيل الدنيا والآخرة. {هُوَ الرحمن الرحيم}.
{هُوَ الله الذى لاَ إله إِلاَّ هُوَ الملك القدوس} البالغ في النزاهة عما يوجب نقصاناً. وقرئ بالفتح وهو لغة فيه. {السلام} ذو السلامة من كل نقص وآفة، مصدر وصف به للمبالغة. {المؤمن} واهب الأمن، وقرئ بالفتح بمعنى المؤمن به على حذف الجار. {المهيمن} الرقيب الحافظ لكل شيء مفيعل من الأمن قلبت همزته هاء. {العزيز الجبار} الذي جبر خلقه على ما أراده، أو جبر حالهم بمعنى أصلحه. {المتكبر} الذي تكبر عن كل ما يوجب حاجة أو نقصاناً. {سبحان الله عَمَّا يُشْرِكُونَ} إذ لا يشركه في شيء من ذلك.
{هُوَ الله الخالق} المقدر للأشياء على مقتضى حكمته. {البَارِيءُ} الموجد لها بريئاً من التفاوت. {المصور} الموجد لصورها وكيفياتها كما أراد ومن أراد الإِطناب في شرح هذه الأسماء وأخواتها فعليه بكتابي المسمى بمنتهى المنى {لَهُ الأسماء الحسنى} لأنها دالة على محاسن المعاني. {يُسَبّحُ لَهُ مَا فِى السموات والأرض} لتنزهه عن النقائص كلها. {وَهُوَ العزيز الحكيم} الجامع للكمالات بأسرها فإنها راجعة إلى الكمال في القدرة والعلم.
عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من قرأ سورة الحشر غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر».

1 | 2